النقد الانطباعي أو التأثري بقلم ايمن خليل

النقد بصفة عامة هو التعبير المكتوب أو المنطوق من إنسان متخصّص في النقد يسمى ناقدًا.

يقدم رؤية تفصيلية شارحة واضحة عن الجَيِّد والرديء في أفعال أو أقوال أو إبداعات أو قرارات يتخذها إنسان أو مجموعة من الناس في مختلِف المجالات على أن تكون هذه الرؤية خاصة بهذا الناقد بذاته حسب فكره و قراءته ونظرته للعمل ، ويصح أن يذكر مكامن القوة والضعف في العمل وربما اقترح أيضا بعض الحلول .

هذا تعريف للنقد بصفة عامة .. أما ما نحن بصدده في هذا المقال فهو نوع من أنواع النقد لا يستلزم أن يكون صاحبه دارسًا أو على دراية بفن النقد وهو النقد( الانطباعي أو التأثيري)

وهو: نقد يقوم على وصف الانطباعات و المشاعر والأحاسيس الذاتية التي تتركها قـراءة نص أدبـي أو شعري أو قصصي فـي نفـس القارئ ، وهذه الرؤية الفطرية تعد من أقدم الرؤى إذ أنها مرتبطة بِقدَم الإنسان ذاته .. ثم أخذت في التبلور والتطور حتى صارت مجالا من مجالات الدراسة التخصصية المرتبطة بقواعد معينة وأصول ومفاهيم خاصة.

وأهم ما يميز النقد الانطباعي :-

1- يفتح المجال أمام الإنسان ذي الرؤية المبدعة التي تعبر عن مشاعره وأحاسيسه و نظرته الخاصة به والتي توضح مدى تأثره وانفعاله بالعمل المكتوب أو المسموع .

2 – يغلـب عليه الذاتيـة ورد الفعل الداخلي للناقد التي تختلف من ناقد وآخر .

3- يرى الباحثون أن هذا النوع يعد ابتكاريا خلاقا يحلق في آفاقه القارئ أو الناقد كما يشاء دون قيد أو شرط .

4 – اعتماد الترجمة الحسية الخاصة لكل ناقد تبعا للبناء أو المتن الإبداعي للنص تاركا لمساته المعبرة عن جمالية الكلمة والمعنى من وجهة نظره .

5 – اعتماد تعدد واختلاف الرؤى حيث أن النقد الانطباعي يمثل في أحيان كثيرة خصوصية التجربة الذاتية للناقد وبالتالي تتفاوت الانطباعات بين كل ناقد وآخر بل وربما اختلفت اختلافات كبيرة.

6- الانطباعيون يعشقون لذة ما يقرأون من أعمال بل و تمثل لهم حالة من حالات التعلق مع ذكرى أو فكرة أو موقف أو إنسان معين،

7 – مزاولة النقد الانطباعي تثري الساحة النقدية بل وتعد من أهم المفاتيح التي يملكها الناقد ليبدأ مشواره وفق منهج نقدي أكاديمي مدروس.

8- إيمان ممارسيه بأن تلك الأعمال الفنية أو الأدبية لها نسخ عديدة بعدد قرائها أو بعـدد عيون مشاهديها.

ومن الجدير بالذكر أن الاتجاهـات الانطباعيـة قـد لازمـت النقـد المسـرحي الصـحفي بشـكل ملفت للانتباه، وهذا يعني بأنه ليس كلًا ذاتيًا أو انطباعيًا له أثر سلبي على العملية النقديـة، فكثيـر من أساتذة المسـرح والمختصـين بـه مـن مهتمـين ونقـاد يمارسـون العمليـة النقديـة المسـرحية الصـحفي مستخدمين أدواتهم الذاتية أو الانطباعية الممنهجة وهو ما يبرر موضوعية نقدهم.