أشكو الغرام …البحر الكامل بقلم حميد شغيدل الشمري

اشكو الغرام
البحر الكامل
شعر عمودي
…..
أشكو الغَرامَ بِلوعةِ المتَسَهدِ
وأصُبُ دَمعيَ كالبَصيرِ الأرمَدِ
وأُهيمُ في حَلكِ الدُجى مُتعثراً
والليلُ يؤنُسني بشَجوٍ سَرمَد
وأعُدُ نَجماً والنُجُومُ تَشُدني
ولَهاً وفي سِحرِ الثُريّا أهتدي
ويَهزُني ألقُ المَغيبِ وأنني
أرنو اليهِ كوَجهِها المتوردِ
أبكي وسَيلُ الدَّمعِ صَبَ جَداولاً
وتركتُهُ يَجري فَقدْ تَعِبتْ يَدي
والريحُ تُوقِدُ في كيانيَ جَذوةً
تَقسو مِراراً ثم تَزوي وتغتدي
ويَمرُ في خَيلاءَ عِشقيَ طَيفُها
كَندى الرَبيعِ على غُصينِ أجرَدِ
وأرى بَلاقعَ أورقَتْ من عِطرها
وغَدى الحَصى من سِحرها كالعَسجَدِ
يا صاحبيَ أما لوصلِها حجةٌ
أسعى لَها كالعابدِ المتَهجدِ
فلَقدْ سَعيتُ لوصلِها متأملاً
حَلو الوِصالِ وذاكَ أسمى مَقصدي
قَد قيلَ لي رحَلتْ فوقعُ رَحيلها
وقعَ الحُسامِ على الأسيرِ المُقعدِ
ولَقدْ غدَوتُ من الشَماتةِ عارياً
كالمَرجِ يُعصَفُ بالخَريفِ الأبردِ
بانَتْ عظاميَ واستبانَ عَواجُها
لا أرجو يَوميَ كيفَ أرجو من غَدِي
هلْ كلُ من عَشقَ الحِسانَ مُتيمٌ
مثلي ويَرفدُ بالمحَبةِ أرفَدي
أم إنني مُتفردٌ في لَوعتي
أمشي الهُوينا كالبَعيرِ المَفردِ
إنّ الغَرامَ إلى النفوسِ صَبابةٌ
وأراهُ ناراً في الحَطيمِ المُوقدِ
فَلقَد شَكوتُ مُصيبتي لأحبتي
لَوعَ الغَرامِ لحِلمِنا المتَبددِ
وقَدِمتُ من دارِ الأحبةِ شاكياً
ظُلمَ الحَبيبِ بصَرخةِ المتوَددٍ
فبَكى عَليّ مُواسياً ومُناصراً
وشَكى إليّ بوجههِ المتَجمدِ
فَبكينا مِن وَلَهٍ ومِن ظيمِ الهَوى
نَمشى ويُزجينا الأسى للمرقدِ
….
يا صاحبيَ ففي الفؤادِ مرارةٌ
وتزاحمُ الأشجانِ عندَ تأودي
مرّ الشَبابُ وحُرِّقّت أيّامُهُ
ما بَينَ لُقيا وانتظارِ المَوعدِ
وغَدى المَشيبُ عَلى الجفونِ مُغازلاً
رأسي فيَضحكُ كالسَفيهِ الأمرَدِ
مرّ الشبابُ تناثرتْ أيامُهُ
كالعُهنِ عندَ العاصفِ المتلبدِ
لَمْ أجنِ مِن عُمُري الذي تَغتالهُ
ستونَ مرّتْ كالبَريقِ المُرعِد
لم أجنِ غيرَ صَحابتي في جَمعهم
نِعمَ الصِحابُ وإنني بالأسعدِ
حميد شغيدل الشمري