يديرها الحوت… قصة بقلم حسن ميري

يديرها الحوت..

استدعى القايد كل وجهاء القبائل التي تحت نفوذه.. لمناسبة زفاف ابنه البكر.. كانت موليمة كبيرة.. فيها الشيخات و الْحَرْكَة بالبارود… موليمة القايد گانت أسطورة يتحدث عنها العادي و البادي… المشاوي و الدجاج البلدي… أما المشروبات.. يغلب عليها الشاي بالدرجة الأولى… رْبَاعَاتْ رباعات مكلفين بالعمارة.. صواني و البابور و مجامر مزندة جمر… لفراجة مبهجة هادشي بالنهار… أما الليل حسابو وحدو… خاصة الخاصة… أكلا و شربا… جدي كان من الأصدقاء المقربين للقايد… طبيعي أن يكون من المعروضين في خيمة الخواص… لم يكن الناس يعلمون ما يدور داخل تلك الخيمة.. غالبا ما يوجد بها حاجة سبيسيال.. في ساعة متأخرة من الليل رجع جدي على بغلته يجرجر ف جلاليلو… صحونا على صراخ في الحطة خرج أبي يجري.. فتبعته.. كنت فضوليا… لگينا جدي گارن لعيالات بثلاثة ساير يشحط فيهم بواحد المشحيطة… شحط شحط.. زايدها بالمعيور الخايب.. أ الفاعلات أ التاركات.. و لا أحد منا استطاع أن يقترب منه.. كلنا نتفرج.. أبي يترجاه و يطلب منه أن يكف من غضبه… تقدمت إلى جدي فأمسكت بإحدى قدميه و قلت له.. عفاك أجدي عفاك… الله يسامح.. ركلني و رفسني.. و شحطها معايا.. خلات ليمارة في ظهري… شحطة دات مني ايام و هي تنغل…كنا نجهل الأسباب التي هيجته من زيجاته… فلما سكت عنه الغضب.. رمى بالمشحاط و دخل قبته.. و هو يزمجر مثل أسد لاحت في عبوسته بوادر الانفجار على الجميع… بقاو فيا لعيالات… كالوها ف عظامهم مزيان… تفرق الجميع.. أدخلت والدتي النسوة الثلاث.. تواسيهن و تستفسر منهن عما حدث…. ذهبت إلى فراشي أحمل شحطة لا ذنب لي فيها إلا أني توسلت إليه و تشفعته على نسائه… طابت لإخوتي القجمة و الاستهزاء بي في ذلك الليل.. آش دخلك لدحاس تا ردحك كي شي بغل.. هههه…. بصحتك التشحويطة يضحكون.. دون احساس لما أشعر به من تلك الشحطة الطائشة… كان جدي قوي البنية.. ايلا ضرب حمار بالبونيا يطيح كاو… أصبحنا على صباح خاسر فطور ملاوط.. كلشي مرون تا واحد ما عندو نفس لشي طعام.. جدي أصبح راگد في خيمتو ما فاقش… موالف يطلب لفطور بكري.. و تسمع صوتو ف الحطة عل النبوري… خرجت مع أبي ف الغبشية.. خرجنا لبهايم و ربطنا الخيل ف الگاعة… شفت بويا يضحك وحدو.. أثار انتباهي… سألته مالك أبويا تضحك واش عاجبك ما طرا البارح… گال لي.. صگع.. زرد عند القايد و جا يتبورد على لعيالات… گلت ليه.. ياك ما مزندها بسطيلة بالحوت…. و گلسنا نضحكو.. حيث كانت بسطيلة بالحوت ف ذاك الزمان.. ما ياكلها غي فلان و فلان….

حسن ميري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.