الموسيقى و علم النفس.. مقال بقلم سعد عبد الغفار

بحث موسيقي ( موجز )
الموسيقى و علم النفس
يعتبر الفن الموسيقي أحد اهم أعمدة العلاج النفسي التي استخدمها العلماء خلال العصور الماضية ، فلا يخفى على أحد التأثير المتناغم للفن على مسامع الأفراد و على تغير المزاج : الشغف ، الحب ، التهدئة … انه نوع من السحر المخترق للمشاعر والمبدد للانفعالات السلبية
والموسيقى هي أقرب شيء للانسان يمكن التعبير بها عما لا يمكن وصفه
يعتبر العلاج بالموسيقي ( الطفل كعينة ) علاجا نفسيا حسيا حيث تستخدم فيه الموسيقى كوسيلة علاج او أداة يتم من خلالها التواصل بين الطفل و المعالج ، يعتمد المعالج المتخصص بالموسيقى على استعمال ودمج الموسيقى في سياقات و نظريات العلاج النفسي
هذا النوع من العلاج ملائم للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من جميع الأعمار مثل : الأطفال الذين يعانون من التوحد ، صعوبات في التعلم ، مشاكل سلوكية واجتماعية أو ممن يعانون من ضغوطات نفسية
وتعتبر كونسيتا تاماينو ( ناقدة موسيقية وطبيبة متخصصة في العلاج بالموسيقى ) حيث تتعامل بالأساس مع المرضى الذين يعانون من مشاكل عصبية كاصابات الدماغ وداء الشلل الرعاشي ، وأولئك الذي فقدوا بعض وظائفهم كالذاكرة أو المهارات الحركية أو الشفهية بعد تعرضهم لسكتة دماغية
وترى أن بنية الموسيقى ومحتواها الشعوري ومخزونها العاطفي المتدفق يُساعد هؤلاء المرضى على النفاذ إلى هذه الوظائف مجدداً وجعلها تنبعث بعد انطفائها
وتضيف : الموسيقى تستخدم قدرتها الرهيبة على التخاطب مع بنيات هذه الوظائف ، فتعمل شيئاً فشيئاً على إحيائها وإعادة الوهج إلى جوانبها وجوانحها
ويعد العلاج بالموسيقى أداة تعبيرية يَستخدم المُعالج أوجهها المادية والعاطفية والذهنية والاجتماعية والجمالية والروحية من أجل مساعدة المريض على تحسين صحته أو التخلص من إحدى علله
ويشيع استخدام الموسيقى كأداة علاجية في أمراض الوظائف الإدراكية والمهارات الحركية والنمو العاطفي والوظائف الاجتماعية والسلوكية
يستعمل العلاج بالموسيقى أيضاً في مراكز علاج السرطان والعلاج من إدمان الكحول والمخدرات وعيادات الطب النفسي والمرافق التأهيلية
وإن العلاج بالموسيقى بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة هو استخدام الموسيقى بشكل تفاعلي وهادف يسمح للطفل بالذات بالانفتاح على خبرات ومفاهيم جديدة
لا يعني استخدام الموسيقى مع ذوي الاحتياجات الخاصة ارتفاع قدرتهم في الغناء ، القصد هو قدرتهم على التناغم و التفاعل المميز مع الاصوات من خلال اشارات معينة او التصفيق و غيرها من الأمور التي تعزز حركة الطفل
لقد أظهرت الموسيقى وبشكل ثابت قدرتها على إثارة ردود عاطفية في مستمعيها ، حيث تم دراسة هذه العلاقة بين تأثر الإنسان والموسيقى بشكل مفصل
الخلاصة : أن الموسيقى تساعد على التكيّف وتلقي الرسائل من دون كلمات ، كما تساعد على التفريغ البنّاء أي تخليص الجسد والنفس من الضغوطات ، حيث تعمل على الاسترخاء والابتعاد عن التازم النفسي الذي يعاني منه الكثير من الناس بمختلف اعمارهم .
سعد عبد الغفار
المصادر :
الموسيقى وعلم النفس/ د. ضياء
الدين ابو الحب
الموسوعة الطبية
الاخصائية النفسية جويرية بريطل