الموشح الديني.. بحث فني بقلم سعد عبد الغفار

بحث فني ( موجز )

الموشح الديني

يعتبر الموشح الديني شكلاً من أشكال الشعر العربي ، وهو فن غنائي مستحدث عن الشعر العربي ظهر بدايةً في بلاد الأندلس وكان محاولة من شعراء الأندلس لتجديد البناء الموسيقي للشعر من خلال وحدة القافية والوزن حيث قاموا بتوزيع التفعيلات وتنوع القافية وكذلك تنوع الإيقاع الموسيقي حيث تميزت الموشحات بما يأتي :

الخروج على نظام القصيدة التقليدية حتى تناسب طبيعة حياتهم الاجتماعية ، تنوع الإيقاع وارتباطها بالموسيقى والغناء ، تنوع اللغات الناطقة للموشح فمنها الأعجمية والعامية ، اعتبار الموشح فن شعبي أنشئ لإرضاء رغبات الشعب

برز عدد قليل ممن يكتبون في المواضيع الدينية في الموشحات ومنهم :

أبو الحسن الششتري : هو أبو الحسن علي بن عبدالله النميري الششتري الأندلسي ، ولد في أحدى القرى جنوبي الأندلس وتعمق في دراسة علوم الشريعة من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والفقه وأصوله وفهم الفلسفة الإسلامية وصاحب الشعراء الصوفيين وأخذ عنهم الكثير وعرف بعروس الفقهاء واشتهر بكتابته في الموشح حتى عرف أدبه في بقاع الأرض

ابن الصباغ الجذامي : هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الصباغ الجذامي الأندلسي شاعر صوفي ليست هناك الكثير من المعلومات عنه لكنه عاش الحقبة الأخيرة في دولة الموحدين في المغرب واحتفظ بنسخة خطية واحدة فقط من ديوانه وجميع محتواه تدور حول المدائح النبوية والزهد

ابن العربي : هو أبو بكر الحاتمي الطائي الأندلسي محمد بن علي بن العربي المعروف بمحي الدين بن العربي وهو فيلسوف وشاعر صوفي عرف بالشيخ الأكبر وتنقّل في العديد من الدول العربية والإسلامية حيث تثقّف بعلومها وثقّف نفسه منها وله الكثير من المؤلفات النثرية والشعرية

هناك العديد من القصائد التي تعرض قضية المدح النبوي والزهد منها الآتي :

يقول أبو الحسن الششتري في إحدى قصائده :
نستفتحُ بذكرِ ربِ العالمين ونصلي على إمام المرسلين ونرضى عن الصحابةِ أجمعين باسم الله باسم الكريم نستفتحُ ونصلي على محمد نربحوا ونرضى عن الصحابة ننجحُ السادات أهل الصفا وأهل اليقين أصحاب الهادي إمام المرسلين

ويقول ابن الصباغ الجذامي في مدح النبي – صلى الله عليه وسلم : سأنظم من فخر النبي محمد لآلئ لا يبلى جديد نظامها تضوّع طيبا عرفها فكأنه تضوّع أزهار بدت من كمامها سجايا أبت إلا السماكين منزلا ففاق على العليا علو مقامها خلال إذا لاحت قبابٌ لذي على تنيف فتعلوها قباب خيامها

ويقول ابن العربي في أحد قصائده : يا أيها البيت العتيق تعالى نورٌ لكُم بقلوبنا يتلالا أشكو إليك مفاوزاً قد جبتها أرسلت فيها أدمعي أرسالا أمسي وأصبح لا ألذ براحةٍ أصل البكور وأقطع الآصالا إنَّ النياق وإن أضرَّ بها الوجى تسري وترفل في السُرى إرفالا .

سعد عبد الغفار

المصادر :
الموشحات / عربي بوست
الموشح الديني في الاندلس / ديوان العرب
الكاتب عمر كناني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.