سيرة فنان راحل.. مقال بقلم سعد عبد الغفار

سيرة فنان راحل

 

الفنان الكبير محسن فرحان … وداعا

 

يعد الملحن العراقي محسن فرحان الذي رحل مساء امس الاثنين 18/7/2022 في احدى مستشفيات بغداد بعد صراع مع المرض احد ابرز الملحنين الموسيقيين الذين صاغوا الاغنية العراقية المعاصرة منذ سبعينيات القرن الماضي باجمل مايكون

 

ولد الراحل في عام 1947 بمدينة الكوت في محافظ واسط وانتقلت عائلته الى مدينة كربلاء وهناك شدته طقوس العزاء الدينية التي تتضمن عزفا على الطبول والات نفخية وكذلك صوت والده

 

بدا منشدا في عام 1961 ثم تعلم العزف على التي العود والاكورديون بنفسه فاتقنهما في غضون ثلاثة اشهر ثم اصبح عازفا ثم ملحنا في فرقة المعملجي التي مارس كل نشاطاته الفنية فيها في مدينة كربلاء

 

ثم المرحلة الثانية بدخوله قسم الموسيقى والانشاد بمعهد الفنون الجميلة في بغداد لكنه لم يكمل دراسته انذاك

 

استمر يعزف ضمن فرقة النشاط المدرسي في مدينة كربلاء التي كانت تقدم عروضها بمدارس المحافظة حتى عام 1970

 

تم قبوله ملحنا في الاذاعة والتلفزيون بعد اجتيازه اختبار لجنة فحص الالحان عن تقديمه لحن يا دمع من كلمات الشاعر كريم راضي العماري وغناء فخري عمري

 

تاثر بالعديد من رموز الغناء في جنوب العراق من امثال داخل حسن وحضيري ابوعزيز وناصر حكيم وادخل اطوار هذا الغناء كالمحمداوي في الحانه وهو لم يكن معروفا في بقية مناطق العراق الى جانب تاثيرات من البادية العراقية واشكال اخرى من الغناء الشعبي كالابوذيات كما ظهر في تلحينه لاغنية ما بيه اعوفن هلي التي اداها المطرب حسين نعمة

 

سافر عام 1976 الى مصر ودرس في قسم الدراسات الحرة بمعهد الموسيقى العربية في القاهرة باشراف عازف القانون سامي نصير لثلاث سنوات وهناك تاثر على مستوى التقنية والسرد الموسيقي بتجارب موسيقية عديدة في مقدمتها تجربة الموسيقار الكبير فريد الاطرش حيث ساهم ذلك في تطوير ادواته واسلوبه الذي ترك بصمة واضحة على الاغنية العراقية خلال عقد السبعينينات من القرن الماضي مع اسماء اخرى منها محمد جواد اموري وكوكب حمزة وطالب القره غولي واخرين

 

لحن لابرز الاصوات التي ظهرت في حينه مثل حسين نعمة في اغاني غريب الروح و كوم انتر الهيل وسعدون جابر في اغاني عيني عيني والمطار ويا نجوى وانت العزيز تغيرت بالاضافة الى تقديمه الحانا لمطربين اخرين منهم فؤاد سالم وقحطان العطار ورضا الخياط وحميد منصور وانوار عبد الوهاب  وامل خضير وغيرهم

 

كانت له جهود واضحة في تلحين القصائد المنظومة بالفصحى والاوبريتات

 

ساهم في تاسيس جمعية الملحنين والمؤلفين العراقيين وتراسها في فترة لاحقة

 

في مراحل اخرى من حياته شغل عضوية اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى

 

ترك الراحل ارثا غنيا تمثل في تقديم اصوات جديدة وتنويع في القوالب الغنائية العراقية والاهتمام بالمقدمات الموسيقية والزخارف اللحنية وكان حريصا على عدم التكرار والبحث المستمر على صعيد التقنية والأسلوب .

 

الذكر الطيب له

 

سعد عبد الغفار

 

المصادر :

مختلف الصحف ووكالات الاخبار المحلية التي كتبت عنه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.