من أطياف الذاكرة.. قصه بقلم محمد عبد الكريم الوصيف

من أطياف الذاكرة (19)
مفترق الطرق
من مرسيليا الي نيس… َ
حجزا ليلة السفر بأحد فنادق نيس على الشاطئ عن طريق الهاتف.
كان مع مرافقته دليل أمريكي بعنوان “أروبا بسبع دولارات في اليوم.” ولم تكن الدولارات ماتنقصهما ومع ذلك كان يتحريان كل جانب من جوانب الرحلة. وصاحبته من قوم يحبون المال حبا جما ويسيطرون على خزائن الأرض؟!
ركبا القطار الذي انساب بهما نحو الشرق يشق قرى الساحل اللازردي . و المرتفعات والجبال الخضراء المطلة على البحر. كانت مشاهد الطبيعة الخلابة تتراءي لهما من خلال النافذة.. وهما يتحدثان عن ما يمران به وكل من منظور موروثه الثقافي ويستعملان في حديثهما مزيجا من اللغات الثلاث الانقليزية والفرنسية والعربية…!
سرعان ما توقف القطار في محطة نيس الرئيسية بمحاذات قوس الشاطى الجميل بشمس المشرقة ومبانيه المحيطة التي لا تختلف كثيرا عن المباني التي تركها الفرنسيون في بنزرت ومنزل بورقيبة .
كان الشاطى فسيحا يحده جبل من الشرق واخر من الغرب بمعالم تاريخية. اطلق عليه الفرنسيون مسمى (منتزه الانقليز)
وابتعد صورة مرسيليا القاتمة الحزينة….
رحب بهما صاحب الفندق وخيرها بين عددمن الغرف الشاغرة و زودهما بدليل عن المدينة ومعالمها السياحية والتجارية وأسواقها فقررا البقاء أياما للراحة والاستجمام ونسيان المستقبل والزمن… لكن الزمن لا ينسى أحدا من الخلق . وتسير الايام بالإنسان حثيثة سير القطار الذي ركباه او اسرع وتمر مر السحاب. “وكل ميسر لما خلق له”
تونس في ٠3/7/2022
محمد عبد الكريم الوصيف