جراح الروح .. نثرية بقلم فاطمة امزيل

جراح الروح
نثرية
جراح الروح لا شفاء لها، تنحث بداخلنا أسوأ الأثر، وجراح القلب تُنسى، ولا واحدا منها اندمل ..
وكسور الروح أشد ألما من كسور القلب .. فالروح إذا انكسرت، لا يمكن جبرها، مهما تظافرت جهود كل البشر، فإذا القلوب انكسرت، تلامسها النبرات، تدهن عليها بنغمة الاطمئنان، تعزف سيمفونية الحلم الوردي، توهم النبضات أن ما بالقلب من كسر قد انجبر.
جراح الروح تتخن باللوم والعتاب، بالبعد والاقتراب، بالألم والعذاب، بكل الطعنات وجز الرقاب.
الروح تحترق عنقاء، تتعالى دخانا، تتراكم أنفاسها أكوام رماد .. ثم تنبعث جمرا ملتهبا، ترتفع بجناحيها المشتعلة، تشق الفضاء فجاجا، لتنبثق من جذور اللهب جراحات الزمان وصراخ الوتر.
والقلب يرسم على جدار النبض كل الآهات، ويروض الوريد على شد الحبل، على فتله، لنصب مشنقته، في ساحة العمر، ويعلق الجسد مجردا من الفكر والنظر.
فاطمة امزيل سفيرة المحبة