الصيام .. مقال بقلم منار أبو محيميد

بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقوووووون)
فرض الله سبحانه الصيام على الذين آمنوا كما فرض الصلاة والزكاة وغيرها من العبادات والتي تؤدي بالمؤمن إلى تحصيل التقوى في قلبه فالصلاة التي لا تنهى صاحبها عن السوء والفحشاء لا خير فيها والزكاة التي أخرجها صاحبها ليقال أنه كريم ويذاع صيته بين الناس أنه كريم فقد قيل وماله في الآخرة من نصيب والصيام الذي لا يحدث في صاحبه إلا الجوع والعطش ما هو إلا جوع وعطش
أصل العبادات تقوى الله سبحانه
فإن لم تتق الله في نفسك فتزجرها عن المعاصي وتقويها على الطاعة فما أنت بصائم
وإن لم تتق الله في أهلك فما أنت بصائم
وإن لم تتق الله في محيط أسرتك فما أنت بصائم
وإن لم تتق الله في عباده الصالحين فما أنت بصائم
وإن لم تتق الله في عباده المخطئين فما أنت بصائم
الله الذي أرسل تسع آيات لفرعون وقومه فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى يرسل الله له بالآيات لكي لا يكون لفرعون وقومه حجة على الله أنه ما بعث إليهم رسولا يرسل الله له موسى وأخاه هارون وتسع آيات هذا تكريم من الله لخلقه لصنعه فيما خلق وصنع ولو كان المخلوق فاجرا كفارا
فكيف ببعض المسلمين يدعون الإيمان وما دخل الإيمان قلوبهم لا يتقون الله في خلقه المسلمين لربهم الموحدين له ؟
كيف ببعض المسلمين يصلون ويصومون ويتعبدون وهم لغيرهم من المسلمين مبغضين كارهين ساعين بينهم مفسدين ؟
إن الله هو الغني عنا وعن عباداتنا فإن لم تنهانا عباداتنا عن عباد الله فما عبدنا الله حق عبادته
الله يحب عباده يرأف بهم يصبر عليهم يتودد إليهم يجب أن نتقي الله في عباده يجب أن نراهم صنع الله نخاف الله فيهم نخاف الله في صنعه وإبداعه هم لله وهو ربهم أرسل بالرسل إليهم ليرحمهم فإن لم نتق الله في عباده فما عبدناه
(ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقوووووون)
كل عام وأنتم بألف خير يا صنع الخالق العظيم
منار أبو محيميد فلسطين.