الموسيقى .. بحث فني بقلم سعد عبد الغفار

الموسيقى في الحضارة الاسلامية
يمكن اعتبار ان الموسيقى بدات تزدهر في الحضارة الاسلامية منذ بداية العصر العباسي حيث قام العديد من العلماء والفلاسفة العرب والمسلمون بدراستها والعمل على تطويرها مستندين بداية على النظرية الاغريقية القديمة قبل ان يظهر عندنا فن المقامات الذي برعوا وتميزوا به وقد اسهمت الكثير من الاسماء المعروفة مثل الفارابي وابن سينا والكندي وصفي الدين الارموي وقطب الدين الشيرازي ثم عبد القادر المراغي في فترة لاحقة في القرن الرابع عشر وغيرهم في الكتابة عن الموسيقى وفلسفتها ودورها في الحياة
لكن لم تحضر الموسيقى حضورا دينيا ملاحظا الا مع بدايات الدولة السلجوقية والعثمانية حيث ظهرت الحركات الصوفية التي اعتنت بالموسيقى ايما اعتناء وادخلتها في طقوسها الدينية بشكل واضح وجلي فبالنسبة للصوفية فان تزكية النفس تمر اولا من خلال القلب والروح وبالتالي فان الموسيقى بوصفها هبة من الخالق تعمل كوسيلة للتدريب على الكمال الروحاني والتناغم مع الذات وقد كان الهدف النهائي للموسيقى عند الصوفيين هو تحقيق الحرية الذاتية للنفس من اجل وصول الروح الى الاصل السماوي وبذلك فهي عندهم وسيلة لعلاج امراض النفس والروح
وتعد الطريقة المولوية التي اسسها جلال الدين الرومي سنة 207 للهجرة الشكل الاكثر شهرة في الموسيقى الصوفية عند كل من المتصوفة الاتراك والعرب في حين تمثل موسيقى القوالي التي اسسها الهندي امير خسرو في القرن الرابع عشر الطريقة الاكثر شيوعا في الثقافة الصوفية لدى المتصوفة في جنوب اسيا كالهند وباكستان والدول المجاورة
تعد الطريقة المولوية الشكل الاكثر شهرة في الموسيقى الصوفية عند كل من المتصوفة الاتراك والعرب
كانت الموسيقى والغناء لدى المتصوفة العثمانيين تعرف احيانا باسم الفن الالهي او الفن السماوي ورغم غموض المصطلح بعض الامر فانه كان يشير في عمومه الى نوعين من الاداء احدهما كان يغنى باللغة التركية في حلقات الذكر والموالد النبوية فيما نشا نوع اخر من الفن الالهي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر اطلق عليه اسم الشغول وكان عبارة عن ترانيم تؤدى باللغة العربية في شهر رمضان ومحرم وذي الحجة كما ظهر نوع غنائي كان يقوم به الماذنون بعد صلاة التراويح في شهر رمضان يسمى المناجاة حيث يصعد المؤذن على المنبر ويبدا في انشاد مدائحه واستغفارات واحيانا كثيرة تقوم مجموعة من المرددين من خلفه بمساعدته في اداء بعض المقاطع
وفي القرن العشرين ظهرت بعض المواهب الفنية التي تنتمي للطريقة النقشبندية والتي تعود اصولها الى بهاء الدين النقشبندي وهي من اوسع الطرق الصوفية عالميا في الوقت الحالي اما الشيخ سيد النقشبندي وكان والده شيخ الطريقة النقشبندية في مصر فقد كان اكثر من اشهر هذا النوع من الفن في الوطن العربي فقد تعاون في بعض اناشيده مع كبار الملحنين مثل بليغ حمدي ومحمد الموجي وسيد مكاوي وغيرهم ويقال انه كان اول من غنى من المتصوفين بمصاحبة الة القانون حين غنى قصيدة ابن الفارض الشهيرة قلبي يحدثني بانك متلفي .
سعد عبد الغفار
المصادر :
مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية
موقع مجلس الموسيقى معازف
موقع بوابة الموسيقى الشرقية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.