افساد التعليم.. حوار الإعلامية والأديبة والشاعرة السورية روعة محسن الدندن

حوار روعة حول افساد التعليم

أدارت الحوار

الإعلامية والأديبة والشاعرة السورية

روعة محسن الدندن

سفيرة النوايا الحسنة وحقوق الإنسان لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان

مديرة مكتب سورية للإتحاد الدولي للصحافة والإعلام الإلكتروني

مديرة مكتب جريدة أخبار تحيا مصر في سورية

نائب رئيس تحرير لجريدة أحداث الساعة

مستشارة العلاقات العامة لإتحاد الكتاب والمثقفين العرب بباريس (سابقا)

ضيفي هو
طه هيكل
كاتب مصري
درس في الأزهر
من مواليد 1969
يعمل في مجال الدعوة منذ ثلاثين سنة
كتب المقال والقصة والخواطر في الصحف والمجلات المصرية والعربية منذ منتصف التسعينات
صدر له عدد من الدواوين والخواطر والقصص القصيرة
خواطر قلب
مشاغبات من صحف زمان
أبوالسباع
عزف على أوتار الرحيل
سراب السطور
أنا والقلم
يوميات امرأة مجهولة
وهذا الكتاب الذي بين أيديكم صفحات من أيامي بعنوان أيام الحلم والقهر
وصدر له عدد عشرة دواوين مشتركة مع عدد من الشعراء المصريين والعرب
كان ضيفا على الفضائيات في سبع حلقات تليفزيونية
يعمل بالتدقيق والتصحيح اللغوي ومراجعة الرسائل الأكاديمية عمل بالتدريس فترة لاتقل عن خمسة عشر عاما ولايزال يدرس اللغة العربية لطلاب العلم
نال عددا من الجوائز المحلية والدولية في عدد من المسابقات الأدبية والثقافية
أرحب بك أديبنا المصري طه هيكل ضيفا عزيزا من ضيوف حوارات روعة ليكون حوارنا عن مشكلة عربية من مشاكل عصرنا وظاهرة يعاني منها الوطن العربي

1- كيف يتم افساد التعليم؟

بداية أشكرك أستاذة روعة على هذه الفرصة للحوار حول قضية مهمة من قضايا مجمعنا العربي لأن العملية التعليمية تقوم على أركان أساسية هي: المعلم والمتعلم والمكان والمنهج والهدف
فالأساس في نجاح المنظومة يقوم على أكتاف المعلم ولابد من توفير حياة كريمة له ليقوم بدوره على الوجه الأكمل
والمتعلم وهو المتلقي للعلم يشترط أن يكون محبا للعلم وليس مجرد شهادة يحصل عليها للعمل فحسب
والمكان وهو المدرسة أو المعهد أو الجامعة يشترط أن يكون ملائما لإتمام العملية التعليمية ونجاحها
والمنهج لابد وأن يواكب تطورات العصر ولا يعتمد على التلقين والحفظ إذ لابد من إعمال العقل وتدريبه على الابتكار
والهدف لابد وأن يكون قائما على تحقيق مايصبو إليه المجتمع من تطور ومواكبة للتكنولوجيا الحديثة

2- ماهي أسباب افساد التعليم في الدول العربية؟

وإفساد التعليم هو الظاهرة الملحوظة في مجتمعاتنا لأننا تخلينا عن الهدف الأسمى للتعليم فالمناهج عفا عليها الزمن ولاتتناسب مع التقدم العلمي في عصر العولمة .
فإفساد التعليم له أسبابه فمنها تخلي المدرسة عن دورها التربوي والفوضى في الضبط والانضباط وعدم الالتزام بمناهج علمية حقيقية فنحن نتوارث المناهج كأنها وحي منزل

ولابد من إعادة الدور التربوي للمعلم وتأهيله بما يضمن للتعليم تحقيق أهدافه .

3- ماهي مخاطر افساد التعليم؟

أما مخاطر إفساد التعليم فهي خلق جيل جديد أمي جاهل وقتل المواهب وتفريغ العقول ونشر ثقافة اللاوعي في المجتمع فينشأ من وراء ذلك جيل محطم معنويا ونفسيا واجتماعيا

4-الجميع يدرك ما يحدث للمجتمعات إذا تم افساد التعليم
فلماذا يتم ممارسته برأيك؟

النظرة المحدودة والقاصرة وغياب التخطيط الممنهج والعلمي من كافة المسؤولين عن العملية التعليمية وممارسة هذا الدور السلبي ينبع من عدم معرفة الكادر التعليمي بمخاطر إفساد التعليم وعدم وضع خطط مستقبلية لضمان التقدم العلمي ومواكبة العصر ولابد من ثورة حقيقية لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح فالدول التي تقدمت وخصوصا اليابان والنمور الأسيوية السبعة كتايوان وسنفافورة وماليزيا وغيرها ماتقدمت إلا ببناء الإنسان والبداية من مرحلة مبكرة ليكون نافعا لمجتمعه

5- يقول أفلاطون
” إنَّ الشخص الذي يُهمل التعليم ، سيسير أعرج حتى نهاية حياته “.
فهل يعلم هذه الحقيقة من يفسدون مجتمعاتهم بإهمال التعليم لعقود ؟

أتفق تماما مع أفلاطون حين وصف الشخص الذي أهمل تعليمه بالأعرج وأزيد على ذلك بأنه سيصبح ضرره للمجتمع أكثر من نفعه لأنه أهمل العلم الذي يقوم على أساسه كل تقدم ويجب القضاء على تلك الظاهرة السيئة في المجتمع بالاعتماد على التلقين والحفظ ونسيان كل ذلك بعد فترة وجيزة لأنه لم يفكر ولم يتأمل ولم يقم بالواجب تجاه عقله المفكر المبدع .

6- ماهي الطرق التي يجب أن يتم اتباعها للقضاء على ظاهرة افساد التعليم ومن برأيك القادر على ذلك ؟

المنوط بالتغيير للواقع المرير للمنظومة التعليمية هو المجتمع بأسره من رؤساء ومرؤوسين من قمة الهرم لأصغر عضو في المجتمع
وأعني بذلك أن تقوم الدول بوضع خطط عاجلة وخطط آجلة ولا تتغيير تلك الخطط بتغير الأشخاص
فالمسؤولية مشتركة
وأخطر ظاهرة تواجه العملية التعليمية هي ظاهرة الغياب عن مقاعد الدراسة وترك الطلاب بلا مراقبة ولا محاسبة وفي بعض الدول العربية للأسف الطلاب لايحضرون للمدرسة سوى لتعبئة الاستمارة ودفع المصروفات والذهاب إلى الدروس الخصوصية التي أصبحت وبالا على المجتمع ولو قام المعلم بدوره بضمير لما احتاج الطلاب للدروس الخصوصية التي تثقل كاهل الأسرة بشكل لايصدق
كذلك لابد للبيت ولولي الأمر أن يقوم بدوره في المتابعة والنصح والتوجيه والإرشاد
لأن الواضح أن ولي الأمر ينظر للتعليم على أنه نفقة ينفق من ماله ويترك ابنه للظروف لايدري ماذا تعلم ولا يعرف ماذا جنى من وراء ذلك
كذلك الهيئة التعليمية لابد وأن تقف مع نفسها وقفة تأمل ماذا بعد ؟؟
إذا استمر الوضع على ماهو عليه فماذا ننتظر من المستقبل ومن الأجيال الجديدة

7- – لو حاولنا أن نتحدث عن أخطر السلبيات في افساد التعليم فما هي برأيك؟
أخطر السلبيات في إفساد التعليم
أولا الاعتماد على أهل الثقة لا أهل الخبرة
فترى بعض المسؤولين في كثير من الدول لا يصلحون لأداء مهامهم لافتقادهم أدنى مقومات الإدارة
ولو طبقنا نظرية الرجل المناسب في المكان المناسب لأرحنا واسترحنا
وإلى جانب ذلك نرى تحديات كثيرة تعتبر سلبيات منها عدم القدرة على عودة التعليم الصحيح لمساره واختفاء مبدأ الثواب والعقاب والحكمة تقول من أمن العقاب أساء الأدب
نحتاج إلى قرارات جريئة غير تقليدية لاكتمال الصورة

شكرا لكم الأستاذة روعة محسن الدندن على إتاحة الفرصة لهذا الحوار الممتع والهادف وأرجو أن أكون قد وفقت في عرض الحلول والإجابة على الأسئلة

شكرا من القلب أديبنا المصري طه هيكل على هذا الحوار القيم والممتع من خلال اجابتك وفكرك
كل الإحترام والتقدير لشخصكم الراقي

عرض أقل
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.