الابتهالات والتواشيح الدينية..بحث فني بقلم سعد عبد الغفار


اسماء خالدة تركت بصمة واضحة في مجال الابتهالات والتواشيح الدينية
الابتهالات والتواشيح فن مصري أصيل فى وجدان المصريين ، فهي ترتبط ارتباطا وثيقا بحب الله والتقرب إليه وبالصفاء الروحي والسمو بالذات ، وكان فن المديح والابتهالات موجودا منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم .
تطور هذا الفن وتعددت أشكاله على مر الزمن ، وأصبحت الابتهالات والإنشاد الديني أفضل أنواع الأداء الموسيقي سواء فى أسلوب الأداء أو فى المقامات ، واختلف المؤرخون فى نشأة فن الابتهالات ، فمنهم من أرجع أصلها إلى العصر الفرعوني ومنهم من أرجعه إلى عهد الدولة الفاطمية ، ومن أبرز المبتهلين فى العصر الحديث :
نصر الدين طوبار
يعتبر الشيخ نصر الدين طوبار من الاصوات التى تضرب على اوتار القلوب وتحلق فى رحاب السماء والخشوع ، وهو منشد إسلامي وقارئ قرآن مصر ولد عام 1920 بالمنزلة بمحافظة الدقهلية وتوفي فى 6 نوفمبر عام 1986.
قدم طوبار ما يقرب من مائتي ابتهال منها :
“يا مالك الملك” ، و”مجيب السائلين” ، و”جل المنادي” ، و”السيدة فاطمة الزهراء” ، و”غريب” ، و”يا سالكين إليه الدرب” ، و”يا من له فى يثرب” ، و”يا من ملكت قلوبنا” ، و”يا بارئ الكون” ، و”ما بين زمزم” ، و”من ذا الذى بجماله حلاك” ، و”سبحانك يا غافر الذنوب” ، و”إليك خشوعي” ، و”هو الله” ، و”يا ديار الحبيب” ، و”قف أدبا” ، و”طه البشير” ، و”لولا الحبيب” ، و”كل القلوب إلى الحبيب تميل” ، و”يحق طاعتك” .
الشيخ سيد النقشبندي
هو صاحب مدرسة متميزة فى الابتهالات وأحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ المديح النبوي والإنشاد الدينى ، وأستاذ المداحين ، ومازال من أهم علامات شهر رمضان بالإذاعة
صوته الأخاذ القوي المتميز .. طالما هز المشاعر والوجدان .. وكان أحد أهم ملامح شهر رمضان الكريم .. حيث يصافح آذان الملايين وقلوبهم خلال فترة الإفطار ، بأحلى الابتهالات التى كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتسمو معه مشاعر المسلمين ، هو واحد من أبرز من ابتهلوا ورتلوا وأنشدوا التواشيح الدينية .
ولد الشيخ سيد محمد النقشبندي فى قرية من إحدى قرى محافظة الدقهلية ، وجاء مولده عام 1920 ، وفى طهطا حفظ القرآن الكريم وتعلم الانشاد الديني فى حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية وهي طريقة صوفية تلتزم فى حلقاتها بالذكر الصامت بالقلب دون اللسان وكان والده الشيخ محمد النقشبندي هو شيخ الطريقة وكان عالما جليلا نسبت لاسمه الطريقة النقشبندية .
الشيخ محمد الطوخي
الشيخ محمد الطوخى من مواليد محافظة المنوفية فى قرية سنتريس مركز أشمون عام 1922 م .
تعلم فى الأزهر الشريف وحصل على إجازة القرآن الكريم ، تعلم العزف على العود على يد الشيخ مرسي الحريري ، أتقن الشيخ محمد الطوخي قواعد اللغة العربية وإلقاء القصائد الشعرية ، جمع بين الابتهالات والانشاد وقراءة القرآن والمأذونية الشرعية .
بعد اعتماده بالإذاعة سجل لها العديد من التسجيلات ونذكر منها : السيرة المحمدية ، أشعارأحمد المراغي ، وأداء الفنانة : كريمة مختار وسعد الغزاوى ويوسف شتا ، وأخرجها كمال النجار لاذاعة الشعب وأيضا مجموعة من الأدعية لبرنامج “دعاء الأنبياء” الذي أخرجه فوزي خليل .
في عام 1946 أطلقت عليه الاذاعة لقب “المنشد” بعد أن سجل لها بعض التواشيح .
الشيخ طه الفشني
أحد أعلام قراء القرآن والمنشدين المصريين ، حفظ القران وأخذ القراءات على الشيخ عبد العزيز السحار ، و تدرج الشيخ طه فى دراسته الدينية والعامة وحصل على كفاءة المعلمين من مدرسة المعلمين بالمنيا سنة 1919 ، وذاع صيته بأنه قارئ ومنشد حسن الصوت والتحق بالإذاعة سنة 1937 ، وعين قارئاً لمسجد السيدة سكينة سنة 1940 وحتى وفاته .
اختير رئيساً لرابطة القراء خلفاً للشيخ عبد الفتاح الشعشاعي سنة 1962م ، ورحل في 10 ديسمبر 1971م ، وكان الشيخ طه الفشني صاحب مدرسة متفردة فى التلاوة والإنشاد ، وكان على علم كبير بالمقامات والأنغام ، وانتهت إليه رئاسة فن الإنشاد فى زمنه فلم يكن يعلوه فيه أحد ، وهو أشهر أعلام هذا الفن بعد الشيخ على محمود ، ومن أشهر التواشيح كانت “ميلاد طه ، يا أيها المختار” .
الشيخ كامل يوسف البهتيمي
هو من مواليد حي بهتيم بشبرا الخيمة محافظة القليوبية عام 1922 ، ألحقه والده الذى كان من قراء القرآن بكتاب القرية وعمره ستة سنوات وأتم حفظ القرآن قبل بلوغ العاشرة من عمره وأصبح قارئا معروفا بالبلدة وكذلك قارئا يوم الجمعة بمسجد القرية ، وظل كذلك حتى أوائل الخمسينيات من القرن الماضي والتى شهدت شهرة الشيخ كامل يوسف البهتيمى .
وتتلمذ على يد الشيخ محمد الصيفي الذى تبناه واصطحبه فى حفلاته وأخذ بيده من قريته التي نشأ بها واستضافه في بيته بالقاهرة فعرف طريق الشهرة حتى أصبح مقرئ القصر الجمهورى .
الذكر الطيب لهم جميعا
سعد عبد الغفار
المصادر :
ترانسليت كوكل
اليوم السابع
الكاتب احمد جودة