فن المقام العراقي.. بحث فني بقلم سعد عبد الغفار

بحث فني

المقام العراقي هو لون عراقي من الغناء القديم تصاحبه الالات الموسيقية
وهو تراث موسيقي يتسم بصفة او طبيعة ارتجالية في الغناء والعزف على مختلف السلالم الموسيقية التقليدية بطريقة متقنة هذا من كون المناسبة دنيوية ، اما اذا كانت دينية فيقتصر على استخدام الجزء الغنائي بدون الات موسيقية كما في المولد والتهاليل والتواشيح والتحميد
والمقام العراقي قريب الشبه بكل من المقام الاذربيجاني والرديف الايراني ويقترب ايضا ببعض الصفات من المقام الطاجيكي والاوزبكي ولكنه يختلف عن كل هذه المقامات بصفات اخرى عراقية الهوية
ان المقام العراقي يقتصر وجوده في العراق فقط وهو يمثل الفن الغنائي الخاص بالشفافية الموسيقية الحضرية لمدن العراق
لقد برز وبصورة واضحة في مدينة بغداد وتليها كل من مدن كركوك والموصل
تتميز المقامات العراقية ما عدا خضوعها للقواعد التي تتحكم بالاجناس الموسيقية وتصويرها باحترام الخصوصية التي تفرضها صبغة المقام العراقي اضافة الى تمسكه بالميزات
الجمالية الخاصة به على صعيد الاداء
اهم المعلومات عن المقامات العراقية
يتكون المقام العراقي من مجموعة من الالحان المتعلقة فقط بالموسيقى العراقية وهي تبدا بنغمة تسمى التحرير وتنتهي بنغمة تسمى التسليم اما النغمات الوسطى فتتكون من تراكيب لحنية يتحكم بها الملحن بطريقته الخاصة والتي يجب ان تبقى ضمن اطار الموسيقى العراقية
وقد عرفت المقامات العراقية في بغداد تحديدا ثم انتشرت في بعض محافظات العراق ويقال ان عدد المقامات العراقية وافرعها من 50-70 مقاما والذي يتميز كل منها بنمط لحني خاص به
ومن ابرز المقامات العراقية :
البيات
الراست
السيكاه
الحجاز
الصبا
اللامي
الكرد
النوى
المنصورى
الخنبات
البنجكاه
الحسيني
العجم
الاوج
الاوشار
الدشت
الابراهيمي
العريبون عجم
عناصر المقامات العراقية :
بالرغم من ان المقامات العراقية تعتمد في عزفها او غنائها على اسلوب الفنان وارتجاله الا انها تمتلك اسسا فنية خاصة بها والتي تتميز بها عن غيرها من المقامات الشرقية
ومن اهم المصطلحات المرتبطة بالمقامات العراقية ما يلي :
التحرير والبدوة : وهي الكلمة التي يبدا بها المغني والتي يستدل من خلالها على المقام المراد غناؤه وغالبا ما تبدا بكلمات خارجة عن نص الاغنية مثل : امان ، ويلاه ، مع العلم ان هذه الكلمات متفق عليها ضمن اسس فنية ، ويجب ان يتعلم مغني المقامات العراقية هذه الكلمات او الالفاظ ويميزها
القطع والاوصال :
الاوصال هي مجموعة من الالحان مختلفة الاجناس ولكنها معروفة في الموسيقى العربية كما انها مرتبطة بمصطلح اخر يسمى القطع وهو جزء من المقام يعمل على الدخول الى مقام اخر وتشكل الاوصال والقطع مجموعة من الحان مختلفة يدخلها المغني على المقام الاصلي ليزيد جماليته ويعطيه نكهة خاصة
القرارات : وهي النغمات الموسيقية التي يختتم بها المقام وتتميز بانها من الطبقات المنخفضة وعادة تدخل بعد التحرير مباشرة وتبقى في الاغنية حتى ينتهي المغني بها وتعد القرارات من اهم الاسس الفنية في المقامات العراقية
الميانة : وهو غناء بعض التراكيب اللحنية بطبقات صوتية عالية الجوابات خلال المقام ليرتفع صوت المغني بالنسبة الى المقام الذي يغنيه تدريجيا ثم يعود الى درجته الطبيعة وتختلف حدة ودرجة الميانة حسب المقام فقد يوجد منها ما هو عال جدا والذي يسمى جواب الجواب كما من الممكن ان يؤدي المغني اكثر من ميانة
ومن الجدير بالذكر ان الميانة من الاسس الفنية الهامة في المقامات العراقية فهي تتطلب قدرات صوتية عالية
التسليم او التسلوم : مفردها تسلومه وهي اختتام المقال ونهايته اي الكلام او الالفاظ الذي يسلم به المغني اداء المقام وبالرغم من ان التسليم يعود الى اسلوب المغني الا ان لكل مقام تسلومة خاصة به
ابرز مغني او قراء المقامات العراقية
يقال ان غناء المقامات العراقية بدا منذ العصر العباسي ولكنه مر بالكثير من التغيرات عبر السنين ومن ابرز مغني المقامات العراقية القدامى :
رشيد القندرجي
محمد القبانجي
ناظم الغزالي
يوسف عمر
حسين الاعظمي
واخرون
ثم ظهر بعدهم جيل من الشباب المثقف اكاديميا والذي اثبت حضورا متميزا على الساحة الفنية .
سعد عبد الغفار
المصادر :
المقام العراقي واعلام المغنين والموسيقيين – الحاج هاشم الرجب
المقام العراقي واعلام الغناء البغدادي – الشيخ جلال الحنفي
المقام العراقي ومبدعوه في القرن العشرين – د. حسين الاعظمي

يقرأه الاخرون
كل التفاعلات:
Manal Reda وشخص آخر