التلاوة القرانية العراقية.. بحث فني بقلم سعد عبد الغفار


التلاوة القرانية العراقية واختلافها عن التلاوة المصرية

الكثير من الناس يسال عن اسباب اختلاف المدرستين الاقرائيتين المصرية والعراقية ولماذا لم تحقق المدرسة العراقية البغدادية الشهرة وانتقالها الى العالم الاسلامي وخارجه ؟

ان اسباب اختلاف مدرستنا العراقية البغدادية عن المدارس الاخرى حيث ان القراءة العراقية متاثرة بالمقام العراقي منذ نشاتها وولادتها عبر العصور والتاريخ وكانت بغداد في العصر العباسي مدينة علم وفن وحضارة خرجت وعلمت العلماء واهل الفن فكان المقام والغناء بها له مساحة وباع كبير

وفي الخمسينيات من القرن الماضي وقبل ظهور التلفاز كانت المقاهي هي وسيلة الاعلام والحفلات والغناء مقتصرة على المقام العراقي وهذا ما اكده العراقيين الذين عاصروا تلك الفترة من الزمن
كذلك ظهور ملا عثمان الموصلي وهو عملاق المقام العراقي ومؤسس المدرسة العراقية الذي ذاعت شهرته حيث نقل فن القراءة خارج العراق عند تنقله بين تركيا ومصر والبلدان الاخرى وكان له الاثر الكبير في المحافظة على روح التلاوة العراقية في حينه

تاثرت التلاوة العراقية بالمقام العراقي وباصوله وفروعه فهو هويتها وصورتها وتراثها والمقام يحتاج الى حنجرة وصوت عريض ذي مساحة كبيرة بالجواب والقرار والميانة وهذا كله لا نجده الا في العراق

اما القراءة المصرية فقد تاثرة بالسلالم الموسيقية الشرقية دون فروعها ولم تتاثر بطابع المقام العراقي وفروعه

فلذلك لم نجد عند القارئ المصري في تلاوته فروع المقامات الرئيسية في السيكاه والرست والحجاز وغيرها

ولهذا يستطيع اي واحد ان يقلد الطريقة المصرية باجادة واتقان وهذا ما هو مسموع من قراء ماليزيا واندونيسيا وبلاد شرق اسيا
والعرب بصورة عام معظمهم قد قلدوا المدرسة المصرية باتقان كامل فحناجرهم ملائمة للاداء والتقليد

اما الاداء بالطريقة العراقية نجده صعبا وشاقا على غير اهله ولهذا لا نجد احدا يستطيع تقليد مدرستنا باسلوبها وطريقتها بل نجد القارئ العراقي يستطيع تقليد كل المدارس الاقرائية بإجادة وابداع وفن عال

فقد اجاد المرحوم عبد الرحمن توفيق والقارئ هشام البزاز وغيرهم من القراء العراقيين تقليد المدرسة المصرية

ولكن لم نر احدا من المصريين او غيرهم قد قلد مدرستنا البغدادية فالاداء والطريقة بينهما اختلاف كبير

ان هذا لا يتوقف على القراءة فحسب بل حتى على الغناء العراقي لا نجد من المطربين غير العراقيين تقليده واجادته

فالسبب المباشر في الفطرة لا غير وهذا يعود لله الخالق سبحانه وتعالى

فطبيعة وحياة اهل العراق لها خاصية بهم لا تجدها عند غيرهم

تبقى الطريقة العراقية البغدادية عند اهل العراق هوية وتراثا خالدا عبر العصور والازمان

ولنا الفخر والاعتزازبالاداء والانتماء لها .

سعد عبد الغفار

المصادر :
اراء عدد من القراء المعروفين
الموسوعة الحرة
د. ضاري العاصي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.