استذكار السيدة كلثوم مقال بقلم سعد عبد الغفار

استذكار
في مثل هذا اليوم من عام 1975 رحلت ام كلثوم
سيدة الغناء العربي ام كلثوم
… لازال صدى صوتها يملأ العالم العربي بشكل كبير الى يومنا هذا ، منذ رحيلها في 3 فبراير عام 1975
أم كلثوم أو كما يلقبها البعض بكوكب الشرق ، وهي إحدى الفنانات التي لمع اسمها في أوساط الفن في أواسط القرن العشرين وكانت أم كلثوم واحدة من أشهر الفنانات في عصرها ، والتي كان يقصد الناس حفلاتها من كل مكان من أجل الاستماع إلى أغانيها التي تؤديها ، ولدت أم كلثوم في أسرة ميسورة الحال ، وهي من مواليد 4 مايو عام 1908م وهذا التاريخ ( حسب ما ذكره عدد من المؤرخين وقد يختلف البعض في ذلك ) حيث إنّ من يولدون في تلك الفترة لم يكن أحد يهتم في تسجيل تواريخ الميلاد الخاصة بهم ولم يكن هناك ما يعرف بشهادات الميلاد . نشأت أم كلثوم وترعرعت في أوساط أحياء نائية والدها كان يعمل مؤذن في قرية طماي الزهارية يسمى إبراهيم البلتاجي ، وقد كانت أم كلثوم في صغرها تهتم بحفظ القصائد والموشحات هي وأخيها خالد وبعد أن وصلت أم كلثوم إلى سن العاشرة بدأت بالغناء أمام عامة الناس في الاحتفالات والمهرجانات في بيت شيخ البلد
مسيرتها الفنية : مرّت فترة غناء أم كلثوم بالكثير من المراحل إلى أن وصلت إلى الشهرة وكانت مراحل مرور أم كلثوم في عالم الفن بمثابة تجارب لها تعلمت منها الكثير ( حسب تصريحاتها للصحافة المصرية ) الى ان وصلت إلى أعلى مراح الابداع بالغناء وهي تغني أمام الجمهور المصري وخارج مصر باسم الشعب المصري . كانت بداية أم كلثوم بداية بسيطة جداً فقد كانت تغني أمام أهل القرية في بيت شيخ البلد وكان ذلك أثناء فترة الأعياد والمراسيم الدينية أو الوطنية وكان صيت أم كلثوم يلمع في ذلك الحين والهدف الأساسي من غناء أم كلثوم في ذلك الحين هو الحصول على القليل من الأموال مقابل غنائها ، الأمر الذي كان من شأنه أن يحسّن الدخل الأسري لها ولكن مع مرور الأيام أصبح الدخل الأساسي لعائلة إبراهيم البلتاجي هو غناء أم كلثوم ، كانت أهم وأول درجة على درجات سلم النجاح لأم كلثوم هي اللحظة التي تمكن فيها الشيخان زكريا أحمد وأبو العلا محمد من إقناع والد أم كلثوم بسفر أم كلثوم معهما إلى القاهرة من أجل الغناء في احتفال ليلة الإسراء والمعراج في قصر عز الدين وفي ذلك اليوم أعجبت بها زوجة باشا القصر كثيراً وقد أهدتها خاتماً ذهبياً كما أنّها تمكنت من الحصول على أجر مقابل غنائها ما يقارب ال 3 جنيهات ومن ثم اتجهت أم كلثوم إلى الاستقرار في القاهرة بشكل نهائي وكان ذلك في عام 1921م وبدأت تغني في حفلات كبار المجتمع كما أنّها تمكنت من الغناء أمام الكثير من الشخصيات السياسية المهمة في البلد في تلك الفترة وقد تمكنت من حضور أكبر الحفلات لأكبر المطربين في ذلك العصر وبدأت أم كلثوم بالتعرف على أشهر الملحنين والمنتجين المتعطشين للفن والفنانين كما أنّهم وجدوا في أم كلثوم ضالتهم التي كانوا يبحثون عنها منذ فترة طويلة وكان من أمثال أولئك الأشخاص : محمد القصبجي وأحمد رامي ، حيث كان ذلك الأمر بداية التفكير من قبل القصبجي في تجهيز أم كلثوم لدخول عالم الفن فتمكن من أن يقوم بعمل فرقة موسيقية مكونة من مجموعة من الموسيقيين المعميين لها ولكن سرعان ما تم شن هجوم على هذه الفرقة من قبل روز اليوسف . بدأت أم كلثوم تتغير شيئاً فشيئاً فأصبحت تغير من طريقة ارتدائها للملابس فأصبحت ترتدي ملابس مثل الآنسات المتحضرات في تلك الفترة وقامت بترك اللباس الريفي الذي كانت ترتديه وقامت باداء مختلف الأغاني وفق أشكال وأنماط مختلفة ، بدأت أم كلثوم بغناء مونولوج ( إن كنت أسامح وأنسى الأسية ) وكانت هذه أسطوانتها الأولى والتي لاقت نجاحاً كبيراً وكان لها إقبالا شديدا من معجبيها وحقّقت أعلى نسبة مبيعات في ذلك العصر وكان هذا الأمر بمثابة دفعة لأم كلثوم والملحنين في إكمال المسيرة الفنية
زواج أم كلثوم : تزوّجت الفنانة أم كلثوم من حسن السيد الحفناوي الذي كان واحداً من الفريق الطبي الذي أشرف على علاجها أثناء فترة مرضها كما أنّ زواجها استمر للنهاية إلى أن توفيت في 3 فبراير عام 1975م وكان زواجاً ناجحاً جداً ( وقد قيل أنها قد تزوجت قبله ايضا )
مرض أم كلثوم : بدأت أم كلثوم تعاني من بعض المشاكل الصحية التي كانت سبباً في إلغاء الكثير من المهرجانات الفنية التي كان من المفروض أن تتم اقامتها كما أنّها بدأت ترتدي النظارة السوداء على عينيها حيث اصبح من المعتاد رؤيتها فيها في ذلك الحين ، وكان المرض الذي تعاني منه أم كلثوم هو مرض في الغدة الدرقية والتي أثرت على عينيها وسببت حدوث جحوظ فيهما الأمر الذي دفعها إلى أن تخفي عينيها بالنظارة السوداء ، كما أنّ مرضها تسبب في إيقاف تمثيلها في مجال السينما ايضا
وفاة أم كلثوم : كانت أم كلثوم تجهز نفسها من أجل غناء ( أوقاتي بتحلو معاك … وحياتي بتكمل برضاك ) ولكن لم تتمكن أم كلثوم من تأديتها وذلك بسبب التدهور الصحي المفاجئ الذي حل بها أثناء تلك الفترة فقد أصيبت بمرض الالتهاب الكلوي الذي تمكن منها بشكل كامل وقامت أم كلثوم بالسفر إلى لندن من أجل إجراء الفحوصات الطبية ، وكانت أيضاً تعد نفسها من أجل تأدية أغنية لنصر أكتوبر من تأليف صالح جودت والحان رياض السنباطي ولكن لم تتمكن ايضا أم كلثوم من غنائها لأنها توفيت قبل أن تغنيها
بدأت الصحف تكتب عن مرض أم كلثوم والذي ترك أثراً في نفوس جميع المصريين والعرب كما أنّ الناس والمعجبين بدأوا بالتوافد إلى المستشفى الذي رقدت فيه من أجل التبرع لها بالدم الذي يتطلبه إكمال العلاج ، ولكن انتهى صراعها مع المرض بالوفاة حيث اعلن خبر وفاتها والذي كان خبراً صادماً ومفاجئاً للعديد من المعجبين ، كما أنّ رحيلها ترك فجوة كبيرة في عالم الفن والطرب الأصيل وكانت جنازة أم كلثوم لها وقعا كبيرا جداً فلم يبقى أحد في بيته إلا وخرج في الجنازة ، وعدت جنازة أم كلثوم من بين أكبر ثماني جنازات في العالم ، ولا تزال شعبية أم كلثوم قائمة حتى هذا اليوم حيث إنّ أغانيها تسمع من قبل العديد من الناس بمختلف الأعمار ، كما أنّ أم كلثوم تعد واحدة من أشهر الفنانين ( من مختلف الجنسين ) الذين لا يزال صدى صوتهم يملأ العالم العربي بشكل كبير الى يومنا هذا .
الذكر الطيب لها
سعد عبد الغفار
المصادر :
بعض من المجلات المصرية المتخصصة بالفن
و الصحف المحلية الصادرة انذاك بعد وفاتها
مباشرة حيث احتفظ فيهما في مكتبة الكتب
الخاصة بي
برنامج اذاعي بثته اذاعة بغداد في ثمانينيات
القرن الماضي احتفظ ايضا بتسجيل له في مكتبتي
الصوتية والصورية
الاطلاع على مسيرتها الفنية من خلال عدد من المواقع الاعلامية على شبكة الانترنيت والتي وثقت ذلك منذ بداياتها وحتى وفاتها