الخشابة فلكلور غنائي عراقي مقال بقلم سعد عبد الغفار

مقال فني

الخشابة فلكلور غنائي عراقي تتميز به محافظة البصرة

كان البصريون يمارسون هذا الفن منذ القدم

وفن الخشابة هو عبارة عن عزف على الات موسيقية تراثية مع رقصات فلكلورية مصحوبة بالغناء تؤديه فرقة من الشبان والشابات يتخلله تصفيق بالايدي يتلائم مع الموسيقى وكلام الاغنية ليشكل ايقاعا يحفز المشاهد او المستمع على الرقص ويبعث في نفوس الجميع الفرحة والبهجة

جائت هذا التسمية ( الخشابة ) نسبة الى الاشخاص الذين يمارسون صناعة السفن والزوارق المصنوعة من جذوع الاشجار والاخشاب والذين انتشروا بصناعتهم في مناطق ابي الخصيب وعلى سواحل شط العرب حيث كانوا اثناء استراحتهم وبعد تناولهم الطعام وشرب الشاي يبدأون بالغناء والتصفيق والطرق على الخشب باسلوب ايقاعي متميز وممتع

وعلى الرغم من التطور الذي طرأ في كل مجالات الحياة ومنها الفن الا ان فن الخشابة بالاته القديمة بقي محافظا على خصوصيته واصالته ولم يتاثر بكل هذه التغييرات وبقي مطبوعا في نفوس البصريين وهم يعتزون به لانه يشكل جزءا من تراثهم الاصيل

ان فن الخشابة هو جزء من تراث البصرة الاصيل وهو فن لا يجيده غير البصريين
والبصرة هي مدينة التراث

وعندما نعود إلى فترة الخمسينيات من القرن الماضي نجد ان هناك كثيرا من الفرق الشعبية الخشابة وحتى فرق الرقص الشعبي كانت منظمة ومرتبطة بالموروث من خلال فنون العرضة والنوبان والهيوة والسامري وهي فنون غنائية بصرية ولم يكن هناك فيها ما يخدش الحياء لهذا بدأ هذا النشاط يتصاعد حتى انه تم تاسيس فرق رسمية من خلال فرقة البصرة للفنون الشعبية التي تاسست في الاول من شباط عام ١٩٧٦

ان اشهر مطربي فن الخشابة البصرية هم : حميد الياسر وابو عوف وعلي الغوينم وحميد مجيد وابو حلب وابو عتيكة وسليمان السحلي وحمد ضويان ومحسن الصانع وصالح الحريبي وابو ناظم وستار الحجي

ويعود انتشار الطرب وهذه الفنون في البصرة الى جمال طبيعتها المتمثلة في شط العرب وبساتين النخيل التي تغفو على شاطئيه وغابات الاثل الخضراء في الزبير التي يؤمها اهالي البصرة في فصل الربيع للنزهة والترويح عن النفس

يبقى فن الخشابة موروث شعبي جميل تناقلته الاجيال وابدعت في تقديمه .

سعد عبد الغفار

المصادر :
مجلة التراث الشعبي العراقية
مجلة الاذاعة والتلفزيون العراقية
الكاتبة شهد عبد الستار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.