فن المونولوج في مصر والعراق .. مقال فني بقلم سعد عبد الغفار

يقرأه الاخرون

فن المونولوج في مصر والعراق
ان فن المونولوج يكون فيه اللحن مرسلا وحرا ومن دون قيود فليس شرطا ان تكون هناك مقدمة موسيقية فربما يبدا اللحن في غناء مرسل بدون ايقاع وثم يدخل الايقاع الذي يختاره الملحن او تبدا الموسيقى مع دخول الايقاع وبعدها يعود الغناء من جديد بصيغة لحنية مغايرة عن البداية
والموسيقار سيد درويش اول من لحن قالب المونولوج من خلال مونولوج والله تستاهل يا قلبي في مسرحيته الغنائية راحت عليك وهذا المونولوج فتح الافاق للملحنين الاخرين مثل محمد القصبجي وعبد الوهاب بصياغة الحان كثيرة من هذا القالب
اذ بدا القصبجي بتلحين اول مونولوج له سكت والدمع اتكلم عام 1926 الذي غنته ام كلثوم ثم تلته مونولوجات كثيرة لحنها القصبجي لام كلثوم واشهرها مونولوج ان كنت اسامح الذي حقق نجاحا كبيرا من خلال بيع ربع مليون نسخة من الاسطوانة وهذا رقم كبير في المبيعات قياسا الى باقي الاسطوانات التي لحنها سابقا القصبجي لام كلثوم
هذه المونولوجات اثارت حفيظة عبد الوهاب بتلحين مونولوجات متطورة ففي كثير ياقلبي واللي يحب الجمال ادخل عبد الوهاب خاصية الهارموني من خلال غناء اصوات متداخلة في لحنين مختلفين بذات الوقت والمونولوج الرائع في الليل لما خلي الذي يعد طفرة كبيرة بتاريخ الغناء العربي من حيث بناء المقدمة الموسيقية والتوزيع الموسيقي وكذلك اللوازم الموسيقية فضلا عن دخول الات غربية لم يسبق ان ادخلت بالتخت الشرقي مثل التشيلو والكونترباص والفلوت والتعبير اللحني على مضمون النص الغنائي
وقد ظهر في العراق ايضا العديد من الذين اشتهروا بتلحين وغناء المونولوج منهم علي الدبو وصفاء محمد علي وابرزهم عزيز علي الذي تميز باداءه المونولوجات السياسية الناقدة .
سعد عبد الغفار