فما بكت عليهم السماء والأرض … بقلم منار أبو محيميد

(فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا مُنظرين)
..لا يمكن لإنسان يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينكر الارتباط الوثيق بين المؤمن وبين الأرض والسماء والشجر والطير والحجر وإلا فكيف حن الجذع إلى حبيبنا المصطفى؟! فوالله ما كان حنين الجذع إلا عن ارتباط متين جمع بين تسبيح المصطفى صلى الله عليه وسلم وتسبيح الجذع في تناغم روحي بلغ مستوى عال من الترددات الإيمانية أنصت لها الكون كله في خشوع تام لله الواحد القهار.
فكيف لكافر أن يحكم لشعب مؤمن بينه وبين أرضه اتحاد عبادة واتحاد تسبيح لله الواحد الأحد أن يهجّر منها؟
أو لنقل كيف للكافر أصلًا أن يعترف ويقتنع بذلك الارتباط بين الأرض والعبد المؤمن؟!
فالكافر يعيش في الدنيا غريبا منبوذا ولو امتلك الأرض كلها إذ لم ينسجم مع قانونها ولم ينصت لصوت السماء حين سبح الرعد بحمده بل لم يسمع طوال حياته إلا صوت شيطانه.
إن علاقة المؤمن بالأرض ليست علاقة مادية فقط وكم امتلك على ظهرها من عقارات وكم زرع من شجر ومن شتلات بل هي علاقة روحية متجذرة في الإيمان والتسبيح لله رب الأرض على صراط مستقيم إلى يوم يبعثون والكافر طول عمره في قطيعة روحية مع الوجود يترنح على جانبي الصراط يغرس كلاليبه وخطافه فتخطفه شياطينه إلى مكان سحيق في الدنيا والآخرة.
إن المؤمن على اتصال دائم مع الأرض والسماء والكون وكل ما خلق الله فهو على تناغم مع سنن الكون وبما جرت الاقدار وله مكانة خاصة في منظومة الكون كإنسان مكرم على جميع الخلق بعدما اهتدى لذلك التكريم في نفسه (ونهى النفس عن الهوى) بينما الكافر منقطع تمامًا عن هذا النور ويظن أنه المؤثر وما هو إلا غريب دخيل لا يملك أي تأثير حقيقي على الأرض وإن امتلكها ويظن أن قانونه يسري على الأرض بينما قانون الأرض قد كتب منذ الأزل في اللوح المحفوظ (أن الأرض يرثها عبادي الصالحون).
فيعيش الكافر على ظهر الأرض لا يعلم حقيقتها كأرض لها روح تلعن الكافرين وتشهد على عذابهم في جوفها ليحدثنا القرآن عن ولاءها أنها أبكتهم وما بكتهم.
.فلسطين .
.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.