شعر حر/فريدة توفيق الجوهري لبنان. قد عاد يكفي

شعر حر/فريدة توفيق الجوهري لبنان.
قد عاد يكف

يرن الهاتف المرمي
قرب المحبرة
_آلو…
ويرد صوت قد أتى
من خفايا الذاكرة
وترجف السماعة الحمراء في
كف بدت متوترة
_نعم من معي؟
_هذا أنا هل تذكرين؟
وأسائل القلب الذي
كاد يشل من الحنين
هل هذا حلم أم يقين
وأمسك الكرسي لاجلس خائرة
فالصوت يأتي من ليال عابرة
_آلو آلو هل تسمعين؟
ويثور قلبي في العرين
ويهزني شوق به بعض الأنين
وأخاف أن ينبي ارتجاف الصوت بالحب الدفين
وأجيب فورا كالغريبة ناكرة
_أنا لا أذكر ،من معي؟
ويطبق الصمت دقائق كاسرة
وأغيب في كنف الزمان مسافرة
ماذا يفكر ياترى؟
ماذا عساني لأخبره
أيظن أن القلب ينسى آسره؟
وأستعيد في دقائق عابرة
كل شريط العمر حتى آخره
وأجيب في صوت رزين
_تفضل قل لي من معي!
ماذا تريد وتدعي؟
ويأتني صمت ليقلق مسمعي
فأقفل السماعة الحمراء
من دون وعي
أخفي ارتعاشي او أخبئ مدمعي
واغالط القلب الذي
قد صاح بي يا ماكرة….
ويجلس الهاتف في صمت مهين
وتمزق الأوجاع في قلبي الوتين
وتمر بي تلك الدقائق كالسنين
واعاتب النفس العليلة حائرة
دوما فأنت الخاسرة
وأعاند القلب الذي
يملي الشروط الجائرة
وفجأة عاد الرنين …
ويثابر الصوت الجواب مكرره
ويدق باب البيت في حزم ولين
ويثور قلبي في جنون العاشقين
وأخال أني كالفراشة طائرة
ما همني كل السنين الغائرة
قد عاد يكفي
ما أحس وأشعره
_هذا أنا هل تذكرين
ويضمني
ونغيب وسط الدائرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.